بقلمى / حسين أبوشنب السبيلى
عندما حرر عمر بن الخطاب بيت المقدس ( المسجد الأقصى ) من يد قساوسة الروم ، فأرسل عبيده بن الجراح لتسلم مفاتيح المسجد الأقصى منهم … فرفضوا تسليمه لأنهم لم يجدوا مواصفته فى كتبهم ، فأرسلوا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رسالة تحمل عدم مطابقة مواصفات من يتسلم المسجد الأقصى منهم ، فأعد عمر بن الخطاب موكبا مجهزاً بقيادتة للسفر لتسلم المسجد ..!
عبارة عن ناقة ليركبها وغلام يخدمه فقط …. ونعم التواضع يا أمير المؤمنين ، وفى الطريق أمر خدمه أن يركب الناقة ويمشى هو ماسكاً قيادة الناقة ويقرا سورة ياسين ثم يركب عمر مقدار ما يقرأ الغلام سورة ياسين ثم يمشيا معاً دون أن يركب أحد … مقدار مايقرأوا سورة ياسين لترتاح الناقة ….. ونعم العدل ونعم العادل أنت يا امير المؤمنين ، حتى وصلوا إلى وحل المخاضة . وكان الدور على الغلام ركباً وعمر يضع نعليه تحت إبطيه وقدميه مغمورة بالطين ، فقال له الغلام ياأمير المؤمنين لقد اقتربنا من استقبال قساوسة الروم لنا … فلا يصح ان تستقبلهم ماشياً فى الوحل فرد أمير المؤمنين عليه ثكلتك أمك …. أتحاسب عنى أمام ربى ، ووصلوا إلى استقبال قساوسة الرومان فأسرع عبيدة بن الجراح لاستقباله قائلا ياأمير المؤمنين لقد أهنت نفسك فى الطين أمام القساوسة ، فرد عليه عمر بفزع …لو قالها أحد غيرك ياعبيده لأوجعته ضرباً … لقد كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام ، فمن يبتغى العزة لله أعزه الله ، ومن يبتغى العزة لغير الله أذله الله ….. فهتف القساوسة نعم هذه صفات قرأنها فى كُتبنا لمن يتسلم مفاتيح المسجد الأقصى… ثوبه مرقع سبعة عشر رقعة وقدميه مبتلة طيناً .
رحمك الله يا أمير المؤمنين بعدلك وتواضعك وحكمتك ……. جمعنا الله بك فى الفردوس الأعلى مع رسول الله .